دت منظمة هيومان رايتس ووتش الامريكية اليوم الجمعة على حملة التضليل التي يقوم بها المغرب على مستوى الأمم المتحدة لإخفاء جرائمه بالصحراء الغربية والتي تصاعدت بشكل ملفت بعد اندلاع الحرب في 13 نوفمبر 2020.
وقالت “هيومن رايتس ووتش” في بيان أصدرته يوم الجمعة إن قوات الأمن المغربية واصلت تواجدها المكثف وشبه الدائم خارج منزل ناشطة مؤيدة لاستقلال الصحراء الغربية منذ أكثر من ثلاثة أشهر. لم تقدم قوات الأمن أي مبرر لهذه الإجراءات، ومنعت أشخاص عدة، بينهم أقارب الناشطة، من زيارة المنزل.
وأكدت هيومان رايتس ووتش ان مراقبة الناشطة سلطانة خيا وانتهاك حقها في التجمع بحرية مع من شاءت في منزلها في بوجدور، في الصحراء الغربية، يُبرزان عدم تسامح المغرب مع دعوات الصحراويين إلى تقرير المصير، في تحدٍّ لمطالبة المملكة بهذا الإقليم. خيا معروفة محليا بالجهر بمعارضتها الشديدة لسيطرة المغرب على الصحراء الغربية. غالبا ما تتظاهر في الشارع، لوحدها أو مع آخرين، ملوّحة بالعلم الصحراوي ومرددة شعارات الاستقلال أمام عناصر الأمن المغربي.
قال إريك غولدستين، مدير الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالإنابة في هيومن رايتس ووتش: “قد تكره السلطات المغربية تأييد خيا للاستقلال وأسلوبها المواجِه. مع ذلك، من حقها أن تعبّر سلميا عن مواقفها ولا مبرر لمحاصرة منزلها دون سند قانوني”.
عادت خيا إلى عائلتها في 19 نوفنبر 2020 بعد زيارة لإسبانيا، وبينما كانت غائبة أمسية ذلك اليوم، داهمت قوات الأمن المغربية المنزل. قالت خيا لـ هيومن رايتس ووتش إن عناصر الأمن ضربوا والدتها البالغة من العمر 84 عاما على رأسها أثناء العملية. ومنذئذ، ظل رجال الأمن في محيط المنزل.
اطّلعت هيومن رايتس ووتش على عدة فيديوهات صُوّرت في تواريخ مختلفة بين 19 نوفبر والوقت الحاضر. تظهر في المقاطع تجمعات من رجال الأمن في زي رسمي مختلطين برجال في زي مدني، بعضهم متمركز قرب سيارات الشرطة، أمام منزل خيا وهي تردد شعارات مؤيدة للاستقلال من نافذة أو على بعد أمتار قليلة من الباب الأمامي. تُظهر بعضها الرجال وهم يسدون الطريق أمام الزوار أو يدفعونهم ليبتعدوا عن المنزل.
منذ 19 نوفنبر، تخطت خيا باب منزلها أقل من عشر مرات، لتمشي أمتار قليلة وهي تصور عناصر الأمن بهاتفها قبل أن تعود إلى المنزل. قالت إنها تقف بانتظام عند النافذة وهي تلوّح بالعلم الصحراوي وتردد شعارات الاستقلال.
قالت خيا لـ هيومن رايتس ووتش إنها غامرت بالابتعاد عن منزلها مرة واحدة فقط منذ 19 نوفنبر. كان ذلك في أحد أيام أواخر ديسمبر، حيث ابتعدت نحو 150 متر عن عتبة منزلها، حتى تجمع قربها بضعة رجال أمن. قالت خيا: “لم يوقفوني أو يلمسوني، لكنني شعرت بالتهديد والخوف على حياتي، فعدت إلى المنزل”.