عِنْدَمَا تَرْمَقُ مَايْحَدُثُ مِنْ تُدافِعٍ وتَناغص لِنَيْلِ قَطْرَةِ ” إِيليو ” ، تَسْتَدِلُ كَيْفَ إِسْتطَاع الإِنْسان بِبَلَاهِتِهِ أَنْ يَبْتَدِعَ عِبادَةَ البَقَرِ والْفِئْرانِ،النّارَ، هبل ومَناَة…نَفْعَل بِأَنْفُسِنَا مَا لَمْ يَفْعَلْهُ ” عمرُ بْنُ حلّيٍّ ” فِي قَوْمِهِ بِإِبْتِدَاع الأَوْثَان فِي مَكَّةَ.
أَبُو جَهْل المُكَنَّى بِأَبو الحكمِ ،كَانَ حَكِيمًا وَ ولدَ حَكِيمًا بَيْنَ قَبائِلِ العَرَب، لَمْ يَتَرَوَّى يَوْمًا لَا هوَ وَلَا أَبُو لَهَبٍ أَنْ يَعْبِدُو قِنّينَةَ زَيْتِ الخروع…وكْفَار بَني كِنانَةَ لَوْ حالَلوا بَيْنَنَا،لِإِنْزَجَروَا عَنْ دِينِ آبَائِهِمْ لِلتَّوْحِيدِ مِنْ دُونِ رَسولٍ وَلَا رِسالَة ، وَتَخَيَّروا اَلْواحِدَ اَلْأَحَدَ عَلَى أَنْ يَسْجُدُوا ” لِبوشُون ” زَيْت
.. عِنْدَمَا يَغوَرُ المُجْتَمَعُ الجَزائِريُّ فِي قَطْرَةِ زَيْت ،وَآضَ هُمْ الحُكومَة تَلَافِي ثَوْرَةِ الْجُوعِ ، سَنَحْتَلِمُ أَنَّنَا أَمَامَ حَرْبٍ هَجينَةٍ مِنْ الْجِيلِ الخامِسِ وَقودُها النّاسُ ” الزّواليَّةُ ” ، والْفَرْقُ فِيهَا جَدٌّ سَحِيقٌ بَيْنَ أَنْ تَكونَ وَتَرٌ بِرُتْبَةِ مواطِن ، أَوْ أَنْ تَكونَ ” بُوهيُوفْ ” مِنْ أَقاطيعَ ” اَلْهيشرْ ” هَمَّكَ القَصْعَةَ والمُباضَعَةَ والْمُكاثَرَةَ
عِنْدَمَا تَكون مواطِن…ستعِي جَيِّدًا أَنَّ الْإِنْسِيَاقَ وَراءَ قاروَة زَيْت ، يَجْعَلُكَ حَطَبَ مَشْروع ” رَبِّ اَلْمقْلَة ” ، لِلضَّغْط عَلَى السُّلْطَة وَ تَهْديدِها بِفَوْرَةِ الجَوْفِ ، وَتَعْلَم أَنَّ ” موَّل اَلزَّيْت ” قَدْ جَعَلَكَ سَعيرَ اهْتِراشٍ مُبَطَّن، يُعيدُ لِلْأَذْهَان حدُوتَةَ رَبيع الزَّيْتِ والسُّكَّر.
عِنْدَمَا تَكون بُوهيُوفْ…ستَكُون مُسْتَنْفد لِلزَّيْتِ أَكْثَر مِنْ شاحِنَة “صُونَاكُومٍ” ، تُصَابُ بِهَوَس كَنْزِ كُلَّ مَا هوَ ” سائِلٌ لَزِج ” يُمْكِن أَنْ يَعْدَبَ لِلْقَلْيِ ، مِنْ زَيْتِ النَّعام لِزَيْتِ الحَيَّةِ والْحوت وَكُلُّ مَا تيَسَّرَ مِنْ الشَّحْمِ والزُّيوتِ عِنْدَ العَشّابين والدَّكاكين إِلَى ” زَيْت 40 “…جُنُون أَوْجَدَكَ فِي مَنْزِلَةِ مُحَرِك ” ديزِلْ ” عَوْزْ لِـ ” فِيدُونْجْ ” كَيْ تُزاوِلَ دَوْرَكَ الخَنيعَ وَتَجْعَلُنا مضْحكَة أَمَامَ ” لجناس” فِي كَرْنَفال الْجُوع مِنْ السِّينَارْيُو المُكَرَّر ” لِمول اَلزَّيْت”
مواطِن…ستفكر ثُمَّ تَرْجِع التَّفْكير كَرَّتَيْن يَنْقَلِبُ إِلَيْكَ الوَعْي و تُدْرِك عِنْدَهَا أَنَّ نَّكَساتِ اَلْبَطْن ، مِنْ كِيس “الْمَاء والزَّغاريد ” ( الحَليب ) إِلَى ” زَق الدَّجَاج ” مُفْتَعَلَةٌ دُبِّرَتْ بِلَيْلٍ ، تُعيدُ لِلْوَاجِهَةِ المُخَطَّطَ اَلَّذِي سَبَقَ تَارِيخَ إِسْقاطِ مُرْسي…تَفَهِمُ مَعْنَى تَساجَل وَسائِل الاعِّلام وَراء ” رَبِّ اَلمقْلَة ” لِفَكِّ أَزْمَة القَلْي ، كَأَنَّهُ الحُكومَة وَالْوَزْرَاة..
بُوهيُوفْ…ذَاكِرْتُكَ أَقْصَرَ مِنْ ذاكِرَة ذُبابَة القُمامَة، وَتَفْكيرُكَ حَسيرٌ لَا يَتَعَدَّى تَفْكيرَ بَطَّة…الْبَطُّ أَوَ الحَمَامْ اَلَّذِي يُمْكِنُ أَنْ يَكونَ المُخْرِج لِأَفْواهِ ” اَلْهيشِرْ ” إِذَا انْقَرَضَ الدَّجَاج وَغَابَ ” الزَّق ” مِنْ عَلَى وَجْهِ الأَرْض..” مَلْهوف” طَرَف فِي إِحْداثِ الأَزْمَة ، تُقَسم بِأَغْلَظِ الأَيْمانِ أَنَّ صاحِبَ ” إيلْيو ” ضَحيَّةَ أَوْلادِ الحَرامِ مِنْ مَافيَا العَرْضِ والطَّلَب…وَتَحْمَدُ اللَّهُ أَنْ بَعَثَ فِينَا رَجُلٌ يُحِبُّ الخَيْرَ لِهَذَا الشَّعْبِ المَغْلوبَ عَلَى أَمْرِه ، رَجُلٌ يَخافُ اللَّهُ فِينَا وَيَسْهَرُ عَلَى أَنْ تَصِلَ قَطْرَة الزَّيْت لِكُلِّ قَدْرٍ وَكَأَنَّهُ ” رَبُّ اَلْمقْلَة..
سعيد كسال